تجارة الذهب في السعودية هي تجارة رائجة بشكل كبير، ولعل أبرز ما أسهم في رواجها العادات والتقاليد السعودية التي تحتم على العريس شراء الذهب لعروسه، وذلك كنوع من التقدير والحفاوة. إضافة إلى أن لبس الذهب لدى النساء يعتبر من المظاهر الجمالية التي تنم عن الرفعة والتميز، ويعتبر الذهب في السعودية هدية مُثلى في مناسبات عديدة، وذلك بسبب ديمومته ورونقه.
ومما يجدر ذكره قيام مؤسسة النقد السعودي بصك إصدارات محدودة من الذهب بأوزان وأشكال مختلفة بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة، سميت بالمئوية الذهبية. وقد بيعت جميع تلك المعادن الذهبية إلى الأفراد الراغبين في اقتنائها بتلك المناسبة. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على شغف الناس وحبهم لهذا المعدن الأصفر النفيس.
وإذا نظرنا اليوم إلى تجارة الذهب في السعودية نجد أنها تجارة مزدهرة بشكل كبير لا ينافسها في ذلك إلا تجارة العقار، وبسبب إقبال الكثيرين على هذه التجارة نجد أن المنافسة قد باتت شديدة في هذا المضمار، رغم كثرة المخاطر المحيطة بها، والتي تتمثل بتقلبات الأسعار الشديدة خاصة في الآونة الأخيرة ومع ذلك لم تغلق المتاجر يوما أبوابها، رغم الظروف التي تعيشها المنطقة. تجار كانوا يوما ما موظفين بسطاء، وخلال فترة يقدرها أحد الراسخين في تجارة المجوهرات بسبع سنوات، لمعت في وجوههم الدنيا، بعدما عرفوا أسرار الصنعة، وسراديب المهنة، ليتحولوا بعدها إلى رجال أعمال
ولعل أبرز ما يعيب تجارة الذهب في السعودية هو غياب مصداقية بعض التجار الذين يفضلون البيع بأسعار تزيد عن سعر بورصة الذهب و سوق الذهب العالمي بنسب قد تصل إلى أكثر من عشرة في المائة وتجدهم عند الشراء يدفعون أثمان تقل عن سعر بورصة الذهب و سوق الذهب العالمي بنسبة مماثلة، وبهكذا يحققون مكاسب تربو عن عشرين في المائة الأمر الذي يشكل صعوبة كبيرة لهؤلاء الذين لديهم الرغبة بالبيع والشراء بهدف المتاجرة. ولكن مع تطور تكنولوجيا المعلومات ودخول الانترنت عالمنا العربي وظهور شركات الوساطة التي تتيح بيع وشراء الذهب من خلال الانترنت مباشرة استطاع الكثير من التجار الصغار التغلب على هذه المعضلة والاستفادة من التقنية الحديثة بل والانتفاع من التقارير والتحاليل والبيانات التي توفرها شركات الوساطة لعملائها.
إن ارتفاع اسعار الذهب إلى مستويات قياسية دفع بالكثير من المستثمرين الصغار إلى التوجه إلى سوق الذهب العالمي لبيع وشراء الذهب مباشرة من خلال الانترنت خاصة بعد اضطرار الكثير من التجار الصغار لإقفال محالهم ومعارضهم التجارية بسبب عزوف الكثير من المستهلكين عن شراء الذهب في ظل الارتفاعات المحمومة له.
بفضل التكنولوجيا الحديثة لم تعد تجارة الذهب في السعودية مقصورة على التجار الكبار فقط بل أصبح أيضا بإمكان التجار الصغار المتاجرة بالذهب في السعودية، وذلك من خلال فتح حسابات تداول تتيح لهم دخول البورصات العالمية وتنفيذ أوامر البيع والشراء من خلال شركات وساطة تمكنهم من المتاجرة بالذهب بكل يسر وسهولة. في السابق كان لا بد من أن يكون رأس المال كبيرا حتى يستطيع أي شخص المتاجرة بالذهب ولكن اليوم وبفضل التسهيلات المالية التي توفرها شركات الوساطة لعملائها، أصبح بإمكان أصغر تاجر أن يشتري وبيع الذهب حتى ولو كان رأس ماله 100 دولار أمريكي فقط! قد يستغرب البعض ذلك، ولكن لنحسبها معا، معظم شركات الوساطة تعطي تسهيلات مالية قوتها مائة ضعف على المبلغ الأساسي المودع، وعليه فإن مبلغ 100 دولار يتيح للتاجر المتاجرة بمبلغ وقدره 10 آلاف دولار أمريكي. بل إن بعض الشركات تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وتتيح تسهيلات مالية تصل إلى 200 أو 400 ضعف أحيانا.
في ظل كل تلك الظروف، نجد أن تجارة الذهب في السعودية باتت تزدهر في اتجاهين، تجارة الكترونية مشابهة تماما لتجارة الأسهم، وتجارة حرة من خلال فتح المعارض والمحال التجارية والتي يمارسها كبار التجار المخضرمين في هذا المجال. وبهذا نجد أن طريق تجارة الذهب في السعودية هو طريق مفتوح للجميع. كل ما عليك فعله، هو أن تحدد أي نوع من التجار تريد أن تكون، هل تريد أن تكون تاجرا الكترونيا مثلك في ذلك مثل تاجر الأسهم الذي يبيع ويشتري وهو جالس خلف مكتبه يحتسي قدحا من القهوة أو الشاي أو أن تكون تاجرا ميدانيا تبيع وتشتري من خلال محلك أو معرضك التجاري.
تجارة الذهب في السعودية 4.50/5 (90.00%) 156 votes
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق